وقد اجتاز الخريجون بنجاح برنامجاً تدريبياً استغرق 20 شهراً، وهم الآن بصدد البدء في العمل لدى شركتين متعاقدتين مع شركة تنمية نفط عمان، هما شركة المقاولون العرب وشركة التركي للمشاريع.
يشار إلى أن هذا البرنامج المهني، الذي تموله وتشرف عليه شركة تنمية نفط عمان، يشمل تدريساً نظرياً وتدريباً على رأس العمل لتأهيل المتدربين حتى أعلى المستويات الدولية في مجال اللحام، وهو معتمد من قبل مؤسسات اعتماد عالمية كمعهد اللحام البريطاني وجمعية اللحام الأمريكية.
وفي هذا الإطار قال راؤول ريستوشي، المدير العام لشركة تنمية نفط عمان: "إننا فخورون جداً بتمكننا من مساعدة هؤلاء الشباب على اكتساب المهارات اللازمة للعمل في مجال اللحام، انطلاقاً من مشروعنا العملاق في رباب – هرويل الذي يمثل أهمية استراتيجية كبيرة للسلطنة."
"هذا الإنجاز يضاف إلى رصيد النجاح في مسيرة برنامج الأهداف الوطنية الذي يُعنى بتوفير برامج تدريب لها قيمتها وأهميتها فضلاً عن فرص العمل المستدامة للعمانيين. ونفخر بأننا تمكنا حتى الآن من إيجاد نحو 20 ألف فرصة تدريب وعمل منذ عام 2011، وما زلنا عاقدين العزم على تحقيق المزيد."
ومن الجدير بالذكر أن برنامج اللحام حتى المستوى (6 جي) يمنح المنتسبين إليه مزايا مالية وغير مالية معززة، وهو أول برنامج على مستوى المنطقة يضم مركزاً خارج المملكة المتحدة معتمداً من قبل معهد اللحام البريطاني. ومن المؤمل أن يصبح البرنامج معياراً معتمداً على مستوى قطاع النفط والغاز والصناعات الأخرى في السلطنة.
وتدرب الشباب، وعددهم 195 شاباً، في ورشة معهد ركن اليقين للتطوير بحلبان في مسقط. وقال تيم بايفينس، رئيس قسم اللحام بالمعهد: "إنني فخور جداً بالمشاركة في تحقيق الهدف الوطني الرامي إلى تعزيز مهارات اللحام لدى هؤلاء الشباب حتى بلوغ المستوى (6 جي) الأعلى دولياً. ولم يقتصر الأمر على التأثير إيجاباً على تفكيرهم، بل علمناهم أيضاً بأنه لا شيء يقف في وجه العزيمة والطموح."
وأضاف أن "هؤلاء الخريجين يستحقون كل الاحترام لأنهم مؤهلين الآن وفق المستوى (6 جي) المعتمد من معهد اللحام البريطاني، وأضحت أبواب المستقبل مُشرَعة أمامهم."
أما الخريج سعود الحبسي، وعمره 22 عاماً، فقد قال: "لقد غيّر البرنامج حياتي كثيراً، وتعلمت الكثير، واستفدت من الوقت الذي قضيته في هذا البرنامج، وأدركت أن الاجتهاد في العمل سيثمر عن فرص عديدة في المستقبل."
وأضاف زميله أسعد الريامي، وعمره 27 عاماً: "لقد تعملت الكثير، وهذه المهارات التي اكتسبتها إنما هي بمثابة البداية الواعدة التي سأنطلق منها نحو مسار مهني في مجال اللحام وتفتيش اللحام. وصحيح أن البرنامج كان حافلاً بالتحديات لكن من خلال العمل باجتهاد وتفانٍ تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات والتعرف على أصدقاء كثر."
وقد أشرف على هذا البرنامج المهندس عبدالأمير بن عبدالحسين العجمي، المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة، الذي أضيفت إليه مؤخراً مهام جديدة تمثلت في الإشراف على برنامج الشركة للقيمة المحلية المضافة الذي يهدف إلى الاحتفاظ بقدر أكبر من ثروة النفط والغاز داخل البلاد. وإلى جانب إيجاد فرص التدريب والتوظيف سيشرف العجمي أيضاً على الجهود الرامية إلى تدشين سلسلة توريد محلية تتسم بالمتانة والاستدامة، وهو ما يتأتى من خلال العمل يداً بيد مع الشركات العمانية، بما فيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وقال عبدالأمير: "لقد أثلج صدري تولي هذه المهام الإضافية، وأنا مصمّم على البناء على العمل الرائع الذي تحقق حتى الآن في برنامج القيمة المحلية المضافة بما في ذلك التدريب الناجح للعديد من العمانيين في مجال اللحام. وقد شرعنا في تقديم عدة مشاريع مهمة أخرى، ونخطط حالياً للعديد من المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تأمين منافع اقتصادية مستدامة على المدى البعيد للسلطنة."
يضاف إلى ذلك أن شركة تنمية نفط عمان بصدد البدء بتدريب نحو 200 شاب آخرين في هذا البرنامج ما زالوا الآن في مرحلة المقابلات والتقييم.