السفير الأمريكي المعتمد لدى السلطنة يزور مشروع ’مرآة‘ لتوليد البخار بالطاقة الشمسيّة
زار سعادة مارك جي سيفرز، السفير الأمريكي المعتمد لدى السلطنة، مؤخراً وبرفقة وفدٍ من السفارة الأمريكيّة في عُمان مشروع ’مرآة‘ لتوليد البخار بالطاقة الشمسيّة، والذي يتمّ بناؤه حالياً في حقل أمل جنوب منطقة امتياز شركة تنمية نفط عُمان، ويعدّ إحدى أكبر محطات الطاقة الحرارية الشمسيّة في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 1 جيجاواط. وقد كان في استقبال الوفد لفيفٌ من ممثلي شركة تنمية نفط عُمان، أكبر منتجٍ للنفط والغاز في البلاد والجهة المالكة والمشغّلة للحقل النفطي، وشركة جلاس بوينت سولار، الشركة الرائدة عالمياً في استخدام الطاقة الشمسية في مجال الاستخلاص المعزز للنفط (EOR).
Section 1 - Background Image
هذا، وقد اطلع السفير الذي رافقه عددٌ من كبار المسؤولين التنفيذيين في السفارة على المشروع التجريبيّ في حقل أمل، والذي يعمل بنجاح على مدى أكثر من ثلاثة أعوام حتى اليوم. وقد تمّ إعطاؤهم إيجازاً عن التقنية المبتكرة وأتيحت لهم الفرصة لرؤية كيفية عملها في الموقع. ثم انتقل الوفد إلى مشروع ’مرآة‘ المجاور، حيث تجري الأعمال الإنشائية على قدمٍ وساق لبناء هياكل البيوت الزجاجيّة التي ستأوي المرايا المنحنية والتي تقوم بدورها بجمع الطاقة الشمسية.
وتعليقاً على الزيارة، تحدّث سعادة السفير بقوله: "إنّ ما حققته الشركتان سوياً يمثّل واحداً من أسمى صور التعاون والابتكار بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى. فإنّ فكرة البناء على النجاح الذي حققه المشروع التجريبيّ بطاقة 7 ميجاواط وتشييد مشروع هائل بطاقةٍ إنتاجيّة تبلغ 1 جيجاواط تؤكد على متانة أواصر الشراكة بين الطرفين ومثالاً يحتذى على ما يمكن للتعاون البنّاء إنجازه بين الشركات من مختلف البلدان. كما أنّ هذه الشراكة المميزة تدلّ على عمق العلاقة بين الولايات المتحدة وسلطنة عُمان في مجال تطوير الصناعات المحليّة وتبادل المعارف والخبرات لتعزيز التنمية الاقتصادية".
وقدّ تمّ تأسيس فرع شركة جلاس بوينت في عُمان في إطار إتفاقيّة التجارة الحرّة التي تمّ توقيعها بين البلدين عام 2012. وحالياً، يزيد عدد الموظفين العُمانيين في الشركة عن 60٪ من إجمالي العاملين فيها.
ومن جانبه، قال راؤول ريستوشي، مدير عام شركة تنمية نفط عُمان: "يشرفنا في شركة تنمية نفط عُمان استضافة سعادة السفير مارك جي سيفرز وفريق عمله وإطلاعهم على هذه التقنية المتطوّرة والتي تمثّل آفاقاً جديدة في صناعة الطاقة. كما أنّ من شأنها إتاحة فرص وظيفية واستثمارية قيّمة ومستدامة للشباب العُمانيّ".
وأضاف: "سيكون مرآة واحداً من أكبر محطات إنتاج الطاقة الحراريّة الشمسيّة على مستوى العالم، حيث سيتيح لنا تجميع طاقة الشمس لتطوير حقول النفط الثقيل وتوفير مصادر الغاز الطبيعيّ الثمين لاستخدامها في قطاعات أخرى ذات قيمة أعلى للبلاد. إنّنا فخورون بريادتنا في إيجاد التكامل المنشود بين مصادر الطاقة التقليديّة والمتجددة من خلال تعاوننا مع شركائنا في جلاس بوينت".
يشار إلى أنّ شركة جلاس بوينت قد قامت بتصميم تقنية متخصصة لتركيز الطاقة الشمسية لتلبية متطلبات صناعة النفط والغاز. ويمكن لهذا الحلّ المبتكر تقليل الاعتماد على مصادر الغاز الطبيعي في حقول النفط بمعدل 80٪. هذا، وسيقوم مرآة بتوفير البخار اللازم لعمليات الاستخلاص المعزّز للنفط والقائمة حالياً في حقل أمل بهدف تلبية كمية كبيرة من احتياجاته من البخار.
كما علّق بن بيرمان، الرئيس التنفيذي للعمليات لدى شركة جلاس بوينت، بقوله: "سيساهم مرآة في دعم جهود شركة تنمية نفط عُمان لتوفير استهلاك الطاقة في الحقل وخفض تكاليفه التشغيليّة. وإنّنا سعداء بكون العمل في المشروع قد تخطى الجدول الزمنيّ المحدد وبأقل من الميزانية الموضوعة ودون وجود أي إصابات مضيعة للوقت. ونهدف إلى إنتاج البخار من أوّل مجموعة من البيوت الزجاجية بحلول عام 2017".
وقد أعلنت شركة تنمية نفط عُمان وشركة جلاس بوينت سولار عن مباشرة العمل لبناء مشروع ’مرآة‘ في نوفمبر 2015. وسيضم المشروع عند اكتماله 36 بيتاً زجاجياً، يتمّ بناؤها بشكلٍ متعاقب على هيئة وحدات مكونة من 4 بيوت. وسيمتد على مساحة 3 كيلومترات مربعة، وهو ما يعادل مساحة أكثر من 360 ملعباً لكرة القدم. وسيساهم ’مرآة‘ في توفير 5.6 تريليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعيّ سنوياً ويقلّل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة بالبيئة بمعدل 300 ألف طن سنوياً.
جديرٌ بالذكر أنّ هذه الزيارة تمثّل أحدث فعالية ضمن برنامجٍ مكثّف تقوم به شركة تنمية نفط عُمان للتواصل مع أكبر عددٍ من الجهات المعنية والمهتمة بمحفظة مشاريعها. وقد تضمنت قائمة زوار مرافق الشركة في مختلف أرجاء السلطنة وفوداً حكومية رفيعة المستوى من مختلف البلدان، ولفيف من السفراء المعتمدين لدى السلطنة، إضافة إلى أعضاء مجلسي الدولة والشورى في عام 2016. هذا، وقد قامت سعادة السفيرة الأمريكية السابقة لدى السلطنة، جريتا سي هولتز، بزيارةٍ إلى المشروع التجريبيّ قبل عامين.