وفي إطار نهج مرحلي، ستبدأ الشركة باستبدال الأكواب البلاستيكية المستخدمة في مقرها الرئيسي بميناء الفحل بثلاثة آلاف كوب مصنوعة من السيراميك بدءاً من يونيو القادم، وستتبعها بحظر الأكياس والعلب وأدوات المائدة والقش المصنوعة من مادة البلاستيك.
يذكر أن هذه المبادرة تأتي ضمن حملة (استدامة)، التي دشنتها الشركة في يناير من العام الجاري سعياً لغرس ثقافة بيئية إيجابية في شتى أرجاء السلطنة من خلال ستة محاور رئيسية هي: الطاقة المتجددة، والمجتمع، وكفاءة الطاقة، والبيئة، وتوفير الطاقة، والاقتصاد.
فقد أعلن راؤول ريستوشي، المدير العام للشركة، عن هذه المبادرة في كلمته التي ألقاها خلال الاحتفال بيوم الشركة السنوي احتفاءً بالذكرى الخامسة للزيارة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- لمقر الشركة في 2013.
وحول ذلك، قال راؤول ريستوشي: "إننا نرى الضرر الجسيم الذي تلحقه مادة البلاستيك بالبيئة الطبيعية يزداد يوماً بعد يوم، حيث تؤدي إلى تلوث الأرض والمسطحات المائية والمحيطات، وكذلك تلحق أضراراً قد تقضي على الحياة البرية والكائنات البحرية، إلى جانب تلوث موارد المياه الصالحة للاستخدام البشري.
"وباعتبار شركة تنمية نفط عُمان من الشركات الكبرى في السلطنة، فإنها تعمل على مواجهة هذا التحدي عبر منع البلاستيك المستخدم لمرة واحدة في أنشطتها، ونأمل بذلك تحفيز المؤسسات الأخرى على أن تحذو حذونا وتسهم في نشر الوعي بهذه القضية الملحّة.
"وإننا ملتزمون بحماية بيئتنا والتشديد على ضرورة تقليل المخلفات التي تلحق الضرر بالتنوع الحيوي وتشكل تهديداً على جمالية هذه البلاد".
تجدر الإشارة إلى أنه يبلغ متوسط مخلفات البلاستيك بالشركة 1.2 طن شهرياً، وقد وجدت دراسة أجريت مؤخراً أن موظفي الشركة ومتعاقديها يستخدمون ما يقارب 20 ألف كوب بلاستيكي أسبوعياً، ويستخدم 30% منهم 10 أكياس بلاستيكية أسبوعياً، بينما يستخدم 28% منهم العلب البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
وقد رعى الحفل، الذي ركّز على موضوع "بيئة خضراء"، سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي، وكيل وزارة النفط والغاز، كما دشن كتيب "دروب الاستدامة" الذي يشمل مبادرات متنوعة صديقة للبيئة تبنتها الشركة كالجهود التي بذلتها لتقليل حرق الغاز وانبعاث غازات الاحتباس الحراري، ومشروع "مرآة" للطاقة الشمسية ومشروع الأرض الرطبة في نمر.
وخلال الحفل، عرضت ثلاث شركات عمانية تعمل في مجال الاقتصاد الأخضر منتجاتها وخدماتها المتعلقة بالألواح الشمسية وتقنية (LED) وتطبيقات المنزل الذكي، كما عُرضت أربع تقنيات حديثة فاعلة تعتبر شركة تنمية نفط عُمان رائدة في استخدامها، والتي تتضمن التوربينات الدقيقة المستخدمة في توليد الطاقة الكهربائية من حرق الغاز.
وقد حضر مئات الموظفين هذه الاحتفالية التي استعرضت أهم إنجازات الشركة في 2017.
وأضاف ريستوشي: "في الواقع، لقد ساهم الجميع في توجيه الشركة لتحقيق ما يفوق التوقعات مراراً وتكراراً.
"ورغم الظروف التي اكتنفتها التحديات، فقد واصلتم المشوار قدماً رغم التحديات بالعمل بفاعلية أكبر لإيجاد قيمة مضافة لعُمان ولجميع أصحاب الشأن بعملنا".
وتضمن الاحتفال أيضاً تكريم الفائزين بالجوائز السنوية للشركة التي تشمل جوائز رئيس مجلس الإدارة للإجادة في نسختها الرابعة عشرة، وجائزة الدكتور عبدالله اللمكي لتطوير المواهب في نسختها السادسة.
فقد حازت مديرية الاستكشاف بالجائزة الذهبية في الشق الفني نظير الاكتشاف الكبير للغاز وطريقة العمل المتكاملة في حقل مبروك شمال شرق بشمال منطقة الامتياز.
أما في الشق غير الفني، فقد فازت مديرية هندسة الآبار بالجائزة الذهبية عن مشروع الاستعانة بالمصادر الداخلية لأجهزة حفر الآبار ومنصات صيانة الآبار للشركة، والذي دشن لتعزيز الأداء التشغيلي وكفاءة مهندسي الآبار العمانيين.
وفاز بجائزة الدكتور عبدالله اللمكي لتطوير المواهب الزميل حمد بن ناصر القرني، رئيس فريق الإنجاز في المجموعة العنقودية بجبال سابقاً، والذي تقاعد مؤخراً بعد مسيرة عمل دامت 43 عاماً بالشركة، وذلك تقديراً لإسهاماته البارزة في تطوير الموظفين وتوجيههم.
وتماشياً مع موضوع الاستدامة البيئية الذي ركز عليه يوم الشركة لعام 2018، أماطت الشركة اللثام عن جائزتين حديثتين بهذا المجال، حيث فازت مديرية الغاز بالجائزة الذهبية عن أفضل إنجاز في التميز البيئي، وفازت مديرية هندسة الآبار بالجائزة الذهبية أيضاً عن أفضل مبادرة بيئية بعد الإنجاز الذي حققته في الحد من حرق الغاز في عمليات فحص الآبار.